" أنا معجون بالفن " منير مراد

الفنان المصرى منير مراد

اسمه الحقيقى موريس زكي مراد . وهو كما قال فى أحد المجلات " أنا معجون بالفن " فكان ملحن ، وممثل ، وفنان استعراضي ، وكاتب سيناريو ، ومساعد مخرج ، ولد فى 13 يناير 1922 بالقاهرة .
نشأ موريس زكي مراد في جو فني جعله يعشق الموسيقى والغناء منذ طفولته ، فأسرته تعتبر من رموز الموسيقى والغناء ، فوالده زكي مراد كان من أشهر مطربي عصره، وشقيقته الكبرى قيثارة الغناء العربي ليلى مراد ، وكان منزل العائلة بمثابة صالون ثقافي وفني ، وكثيراً ما كان منير مراد يشاهد كبار الملحنين مثل محمد عبد الوهاب و زكريا أحمد و رياض السنباطي في المنزل يلقنون الألحان لشقيقته . وقد تميز منذ طفولته بتقليد الشخصيات ، بدءاً من أفراد الأسرة وحتى كبار النجوم ، كما كان يهوى الموسيقى والغناء ، وقد تلقى مبادىء الموسيقى من والده.
ودرس منير مراد في مدرسة فرنسية ، وأتقن العديد من اللغات ، على الرغم من أنه لم يكن متفوقاً في دراسته ، وعقب حصوله على الشهادة الثانوية ، التحق بالكلية الفرنسية ، ولكنه سرعان ما تركها ، وكان عمره حينها 17عاما . وعلى الرغم من امتلاك منير مراد موهبة فنية ، إلا أنها لم تظهر في وقت مبكر ، ربما لأن الاهتمام الأكبر كان منصباً على ليلى مراد التي كانت ملء السمع والبصر في ذلك الوقت .  
ويعتقد الكثيرون أن منير مراد بدأ حياته الفنية ملحناً ، ولكن هذا لم يكن صحيحاً ، حيث قطع مشواراً طويلاً ، حتى استطاع أن يقدم أولى ألحانه . فعقب تركه للدراسة ، عمل لبعض الوقت في مجال التجارة ، وكان بائعاً للجبن والصابون وأمواس الحلاقة ، ثم بدأ حياته الفنية كعامل كلاكيت مع المخرج توجو مزراحي ، كما ظهر ككومبارس في بعض الأفلام ، بعدها عمل كمساعد مخرج مع العديد من المخرجين الكبار منهم كمال سليم وحسن الصيفي وأحمد بدرخان ، ووصل عدد الأفلام التي ساعد في إخرجها لحوالي 250 فيلم ، وقد ساعدته تجربة العمل مع مخرجين كبار من مدارس فنية مختلفة في بناء خبرته التي ازدادت نتيجة احتكاكه بالفنانين من ممثلين وموسيقيين ومطربين ، بالإضافة لأصحاب المهن السينمائية الأخرى .
وكانت أغنية " واحد اتنين " لشادية أول الأغانى التى قام بتلحينها ، ولاقت الأغنية نجاحاً كبيراً لدرجة لم يتوقعها منير مراد نفسه ، وطلب منه كثير من المطربين وخاصةً شادية أن يُلحن لهم ، فقرر ترك عمله كمساعد مخرج ، والتفرغ للموسيقى والألحان .
كما أن النجاح الكبير الذي حققه منير مراد مع شادية ، لفت أنظار العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ إليه ، حيث شعر عبد الحليم بذكاءه الفني أن منير مراد ملحن متميز ، لديه فكر مختلف في التلحين ، ويميل إلى التجديد والابتكار ، فغنى من ألحانه العديد من الأغنيات سواء كانت رومانسية ناعمة ، أو تلك التي تتسم بالبهجة والفرح ، ومن أشهر تلك الأغنيات، و " حياة قلبي وأفراحه "، التي تعد أشهر أغنية للناجحين حتى الآن ، و " أول مرة تحب يا قلبي " و " بكرة وبعده " و " بحلم بيك " و " دقوا الشماسي " و " مشغول " و " ضحك ولعب وجد وحب "، وغيرها من الأغنيات الجميلة. 

ولم يكتف منير مراد بالنجاح في مجال التلحين ، وتطلع لأن يكون نجما سينمائياً ، خاصة مع امتلاكه جميع المقومات التي تؤهله لذلك ، وكانت البداية من خلال فيلم " أنا وحبيبي " الذي قام ببطولته مع شادية ، كما قام بكتابة قصة الفيلم، ووضع كل الألحان التي غنتها شادية، أو التي شاركها الغناء فيها، وكان أيضا مساعدا لمخرج الفيلم ، حقق الفيلم نجاحاً كبيراً ، وحقق أرباحا طائلة ، واستطاع منير أن يثبت نفسه كممثل خفيف الظل ، وأيضا كفنان استعراضي شامل يغني ويرقص ، ولعل أبرز ما قدمه منير مراد في الفيلم اسكتش " محدش شاف " الذي أثبت فيه موهبته في التقليد ، حيث قلد ببراعة العديد من المطربين منهم محمد عبدالمطلب ومحمد فوزي وفريد الأطرش ، بالإضافة لشقيقته ليلى مراد .
كما لعب بطولة فيلم " نهارك سعيد " وقدم دوراً صغيراً فى فيلم " موعد مع إبليس " وبعد هذا الفيلم قرر الاكتفاء بما قدمه من أفلام ، والتركيز بشكل كامل على التلحين ، وبالفعل ابتعد عن التمثيل بشكل كامل ، ولكن بعد 9 سنوات، طلب منه صديقه المخرج حسن الصيفي أن يقدم  استعراضا في فيلمه بنت الحتة ، فوافق على طلبه ، وقدم استعراض البطة مع سامية جمال .
ظل منير مراد حتى وفاته يقدم ألحانه المتميزة للعديد من النجوم ، وإن كان في سنواته الأخيرة قل عدد الأعمال التي يقدمها ، وفي يوم 17 أكتوبر عام 1981 توفى عن عمر يناهز 59عاماً ، وقد جاء رحيله في هدوء دون أي اهتمام إعلامي، لأنه توفى بعد أيام قليلة من اغتيال الرئيس السادات .

 

والأن مع اسكتش " محدش شاف " للفنان الكبير منير مراد : 

 


 

0 التعليقات:

إرسال تعليق